إسلام آباد تطالب بتسليم زعيم حركة «طالبان الباكستانية» المختبئ في أفغانستان

إسلام آباد تطالب بتسليم زعيم حركة «طالبان الباكستانية» المختبئ في أفغانستان

طلبت باكستان من حكومة حركة «طالبان» في كابل تسليم زعيم «طالبان الباكستانية» حاجي غول بهادور إلى حكومة إسلام آباد، بعد أن اتهم الجيش الباكستاني ذلك القائد العسكري بتدبير هجوم انتحاري على قافلة عسكرية في المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية.

وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني (يمين) يتحدث مع النائب الأول لرئيس الوزراء الأفغاني بالإنابة عبد الغني بارادار (يسار) أثناء حضورهما حفل تخرج أفراد الأمن الأفغان المعينين حديثًا في أكاديمية الشرطة بكابل في 5 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

 

وجرى استدعاء رئيس البعثة الدبلوماسية الأفغانية في إسلام آباد إلى وزارة الخارجية، وتسليمه طلباً خطياً بتسليم حاجي غول باهادور على الفور. وكان باهادور يختبئ في المدن الحدودية لأفغانستان منذ عام 2017. وحاجي غول بهادور هو زعيم فصيل خاص من حركة «طالبان» الباكستانية فرَّ إلى أفغانستان بعد أن بدأ الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضد المتشددين في شمال وزيرستان عام 2017.

 

رجال أمن باكستانيون على طول طريق موكب حداد محرم خلال يوم عاشوراء في كراتشي باكستان (إ.ب.أ)

 

ولقي مدنيان حتفهما بينما أُصيب 10 آخرون، بينهم 3 من أفراد قوات الأمن، في هجوم انتحاري بمنطقة باكا خيل في بانو، حسبما ذكرت وكالة العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية يوم الاثنين الماضي.

وأضاف الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني أن انتحارياً يقود دراجة نارية ينتمي إلى مجموعة غول بهادور، وتم تحديد هويته لاحقاً بأنه أفغاني الجنسية، استهدف قافلة لقوات الأمن. وباكستان لا تعترف بحكومة «طالبان» في كابل، وبالتالي لا يوجد لدى «طالبان» سفير في إسلام آباد.

 

صفورة بيبي تعرض صور ابنها محمد رحيم وهو أحد آخر الأفغان المحتجزين في مركز الاعتقال الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا حيث تدعو إلى إطلاق سراحه خلال مؤتمر صحافي عُقِد في منزلها بكابل الأربعاء (رويترز)

 

ومع ذلك، تحافظ حركة «طالبان» على وجود دبلوماسي في العاصمة الباكستانية. وهناك تم استدعاء ممثل من السفارة إلى وزارة الخارجية، وتسليمه طلب التسليم. كان لحاجي غول بهادور قاعدة في شمال وزيرستان، حيث كان يستضيف العرب الأفغان وكذلك الجماعات الانفصالية الصينية.

وكانت مجموعته على خلاف مع الهيئة الرئيسية لحركة «طالبان الباكستانية»، بسبب النزاعات القبلية. وكان هذا بصورة ملحوظة، هو التفجير الانتحاري السادس عشر في عام 2023، الذي نفَّذه مواطن أفغاني مرتبط بمجموعة مسلحة باكستانية. وكانت الحكومة الباكستانية قد أمرت بترحيل جميع المواطنين الأفغان غير الشرعيين المقيمين على الأراضي الباكستانية منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وقال مسؤولون باكستانيون إن باكستان طالبت بإجراء «تحقيق كامل في هجوم بانو واتخاذ إجراءات صارمة ضد الجناة والمحرِّضين».

 

استنفار أمني في موقع تفجير انتحاري استهدف مواطنين صينيين في كراتشي أبريل الماضي (إ.ب.أ)

 

كما طالبت باكستان باتخاذ «إجراءات يمكن التحقق منها» ضد جميع الجماعات الإرهابية وملاذاتها، وفقاً لما ذكرته المصادر المسؤولة. ورغم المطالبات المتكررة، كانت حركة «طالبان» الأفغانية مترددة في تحييد حركة «طالبان الباكستانية». ولكن ما حدث بدلاً من ذلك هو أن حكومة «طالبان الأفغانية» ما زالت تدفع في اتجاه إحياء المحادثات بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان الباكستانية». وقد طلبت «طالبان» مؤخراً من باكستان اقتراح بدائل لمعالجة مشكلة «طالبان الباكستانية». والسبب وراء تردد حركة «طالبان الأفغانية» في اتخاذ إجراءات ضد حركة «طالبان الباكستانية» ينبع من ارتباطها الطويل بالجماعة الإرهابية.