خدمة التلغراف في ذمة التاريخ.. آخر برقية أرسلت الاثنين

خدمة التلغراف في ذمة التاريخ.. آخر برقية أرسلت الاثنين

جعلت فرنسا في آخر ساعة من يوم الاثنين الماضي حدا لخدمة “البرق” طاوية بذلك تاريخا امتد لحوالي قرن ونصف القرن من الزمن، لعبت فيه هذه الخدمة أدوارا بالغة الأهمية.

ففي الساعة 23 و59 دقيقة من 30 مارس/آذار 2018 بعث كريستوف اندي برقية وصفها بأنها الأخيرة في تاريخ خدمة البرق “تلغراف”.

وجاء في البرقية “تم إرسال آخر برقية تلغراف- نقطة- هذه الخدمة التي بدأت عام 1879 بفرنسا كانت تدار من موقع باري سنت ميشل -نقطة- وموقع باري آلري -نقطة- وبهذا تطوى صفحة تاريخ الاتصالات التقليدية لصالح التقنيات الجديدة -نقطة- حظا سعيدا وشكرا للزملاء… -نقطة-“.

وكانت هذه الخدمة التي تولت شركة “فرانس تلكوم” تشغيلها في البداية قد انتقلت ملكيتها لشركة أورانج، لكنها لم تستطع أن تصمد في وجه التحدي الذي مثلته لها منذ أواخر القرن العشرين رسائل البريد الإلكتروني وخدمة الرسائل القصيرة ومن ثم فيسبوك وتويتر وواتساب… وحتى خدمة “تلغرام” المشفرة.

وكان النظام المتبع في إرسال البرقيات بفرنسا يبدأ بالاتصال على الرقم 3655، ويقوم الموظف الذي يلعب دور “البدال” بتسجيل رسالة الزبون قبل إعادة إرسالها إلى المستلم كبرقية عبر البريد أو التلفون، حسب ما جاء بصحيفة لوباريزيان الفرنسية التي أوردت الخبر.

وحسب موقع يونيفرس فري بوكس Universfreebox، تركز استخدام هذه البرقيات في آخر عهدها، بشكل أساسي، على المتخصصين مثل شركات النقل والوكالات العقارية والمحاكم وبعض الأفراد للإبلاغ عن مناسبات اجتماعية (ولادات أو وفيات).

يُذكر أن التلغراف اخترع في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الـ 19 من طرف بعض العلماء كان أبرزهم الأميركي سامويل مورس، واعتبر اختراعه ثورة حقيقية في الاتصالات عن بعد، إذ مكن من خلال استخدام إشارات عبر خط كهربائي يصل بين محطتين من إرسال برقيات بسرعة كبيرة من محطة في بلد ما إلى محطة في بلد آخر.