باكستان ترفض إعطاء أي قاعدة عسكرية لأميركا لمراقبة أفغانستان

باكستان ترفض إعطاء أي قاعدة عسكرية لأميركا لمراقبة أفغانستان

في إثر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحدث عن أن باكستان تريد السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى قاعدة على أراضيها، وزير الخارجية الباكستاني ينفي ذلك، ويؤكد أن بلاده ترفض إعطاء أميركا أي قاعدة على أراضيها لمراقبة أفغانستان.

أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي رفض بلاده إعطاء أي قاعدة عسكرية على أراضيها للولايات المتحدة لمراقبة أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأجنبية من كابل، وفقاً لاتفاق الدوحة، الذي وقع في 29 شباط/فبراير 2020.

وقال قريشي خلال خطاب له أمام مجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء إن "بحث الأميركيين عن القواعد يمكن أن يكون رغبتهم، بينما نحن علينا أن نرى مصلحتنا".

ونفى قريشي وجود ترتيبات مع واشنطن، حليف إسلام أباد منذ مدة طويلة، بشأن ما يسمى "الحرب على الإرهاب". وأشار إلى أن بلاده "لن تسمح للولايات المتحدة بتشغيل قاعدة عسكرية، أو القيام بعمليات عسكرية باستخدام طائرات مسيّرة في أفغانستان المجاورة، من داخل باكستان".

وشدد قائلاً: "ليكن هذا المجلس والأمة الباكستانية شاهدين على تصريحاتي بأنه في عهد رئيس الوزراء عمران خان، لن تكون هناك قاعدة أميركية على الأراضي الباكستانية".

وحول ما تردد عن إنشاء قاعدة أميركية في باكستان خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي السابق، قال "انسوا الماضي"، مؤكداً أن "سياسة حكومتنا واضحة للغاية، فنحن لن نسمح باستخدام طائرات من دون طيار من داخل أراضي باكستان، ولسنا مهتمين بمراقبة المسيّرات الأميركية".

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الباكستاني، ردّاً على تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أشارت فيه إلى أن "باكستان تريد السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى قاعدة، طالما أنها تستطيع التحكم في كيفية استخدامها"، وفق التقرير.

وجاءت تصريحات قريشي، بعد يوم من تصريح المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف، بأن "الجارتين طاجيكستان وأوزبكستان لن تسمحا لواشنطن بإقامة قواعد عسكرية على أراضيهما".

وكانت باكستان مع وزراء خارجية تركيا وأفغانستان، قد ناقشوا في اسطنبول في شهر نيسان/أبريل الماضي مجالات التعاون بين الدول الثلاث في قضايا مثل الأمن والطاقة والهجرة بالإضافة إلى تطورات عملية السلام في أفغانستان. وأصدروا بياناً شددوا فيها على الالتزام بالتسوية السياسية في أفغانستان، واحترام سيادتها ووحدتها، والتوصل إلى حل لأزمة اللاجئين.

وبدأت الولايات المتحدة بانسحابها الكامل من أفغانستان بالفعل مطلع شهر أيار/مايو الماضي، بعد أن احتلته عسكرياً عام 2001 على رأس تحالف دولي بحجّة طرد تنظيم "القاعدة" من معاقله بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.

الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن في منتصف نيسان/أبريل، التطلع إلى سحب 2500 جندي لا يزالون في أفغانستان. وأكد أن "الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "التهديدات الإرهابية باتت الآن في أماكن كثيرة حول العالم ومنها أفريقيا وآسيا".

يذكر أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن انسحاب قوات بلاده من أفغانستان بشكل تدريجي بدءاً من الأول من أيار/مايو 2021، على أن يكتمل بحلول أيلول/سبتمبر 2021.