شاهد تأثير الجمود السياسي في لبنان على الأزمة الاقتصادية الحالية

شاهد تأثير الجمود السياسي في لبنان على الأزمة الاقتصادية الحالية

خطوة اخرى على طريق احياء المبادرة الفرنسية، تمثلت بزيارة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى بيروت ولقاءه الرئيس اللبناني ميشال عون ،حيث بحث الجانبان الازمة اللبنانية الحالية وخصوصا الاقتصادية منها وسبل حلها.

وأكد جوزيب برويل الممثل الاعلي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي:"وحده الاتفاق العاجل مع صندوق النقد الدولي سينقذ البلاد من الإنهيار المالي، وليس هناك مجال لهدر الوقت،لدينا الموارد والإرادة لتقديم المساعدة أكثر، لكن من أجل أن نساعد نحتاج إلى الإصلاحات".

ودعا بوريل لتشكيل حكومة وتنفيذ إصلاحات فوراً، مشيراً إلى أن مجلس الاتحاد الأوروبي وضع خيارات عدة بينها العقوبات الموجهة والتي كان هدد بها وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان.

وتأتي مواقف المسؤول الاوروبي على خلفية اشتراط المجتمع الدولي علي لبنان، خصوصاً منذ انفجار مرفأ بيروت،قبل نحو عشرة اشهر، تنفيذ إصلاحات ملحة ليحصل علي دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي التي يعاني منها منذ نحو عامين.

لكن بدلاً من تكثيف الجهود لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات، لا يزال تبادل الاتهامات بالتعطيل سيد الموقف.

سياسيا، لم يتمكن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى اليوم من تشكيل حكومة، علي وقع خلافات بين الأفرقاء السياسيين، رغم ثقل الانهيار الاقتصادي والضغوط الدولية.

ويفاقم الجمود السياسي، الأزمة الاقتصادية الحالية التي حذر البنك الدولي من أنها تُصنّف من بين أشدّ عشر أزمات، وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وعلى الارض تبدو معاناة اللبنانيين لتأمين حاجاتهم من الوقود، حيث ان امدادات البنزين شحيحة جدا، تكاد لا تكفي لسد حاجات المواطنين، الذين يصطفون طويلا في كل يوم ، في وجه اخر من وجوه الازمة الراهنة.

والى جانب ازمة الوقود، انقطع عدد كبير من الادوية وارتفعت اسعار الخبز والمواد الغذائية المستوردة بغالبيتها، بينما الليرة ما زالت تسجل تراجعا مستمرا امام الدولار.