قبيل الانتخابات.. عشرات الآلاف يتظاهرون في ألمانيا ضد "تغيّر المناخ"

قبيل الانتخابات.. عشرات الآلاف يتظاهرون في ألمانيا ضد

عشرات آلاف الناشطين ضد تغيّر المناخ يحتشدون في عدة مدن ألمانية، قُبيل الانتخابات المرتقبة نهاية الأسبوع، في محاولةٍ للضغط على الأحزاب المشاركة في الانتخابات لمنح القضايا البيئية اهتماماً أكبر.

احتشد عشرات آلاف الناشطين ضد "تغيّر المناخ"، بمن فيهم السويدية غريتا تونبرغ، في عدة مدن في أنحاء ألمانيا، اليوم الجمعة، قُبيل الانتخابات المرتقبة نهاية الأسبوع، في محاولةٍ للضغط على المرشّحين لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل.

وخاطبت تونبرغ تجمّعاً أمام مبنى الرايغستاغ الذي يضم البرلمان، متوجّهةً لأنصارها من حركة "فرايديز فور فيوتشر" الشبابية، قائلةً إنَّ عليهم محاسبة قادة ألمانيا حتى بعد يوم الانتخابات المقررة يوم الأحد.

وقالت تونبرغ إنه "من الواضح أكثر من أي وقتٍ مضى أن أي حزبٍ سياسيٍّ لا يبذل جهوداً تقترب من أن تكون كافية، حتى التزاماتهم المقترحة ليست قريبة مما يستدعيه تطبيق اتفاقية باريس للمناخ".

وتابعت: "نعم، علينا التصويت وعليكم التصويت، لكن تذكّروا أن التصويت وحده لن يكون كافياً. علينا البقاء في الشوارع".

وقالت لويزا نويباور التي تدير فرع المجموعة في ألمانيا لوكالة "فرانس برس" إنَّ "الأحزاب السياسية لم تأخذ كارثة المناخ على محمل الجد بما فيه الكفاية".

وأشارت إلى أن ألمانيا، التي تعد من بين أكثر دول العالم تسبباً بانبعاثات الغازات الدفيئة، تتحمّل مسؤوليةً مضاعفةً لتكون مثلاً يحتذى به، فيما ينفد الوقت لقلب مسار الاتجاهات المدمّرة.

وقالت "لهذا السبب نَصِفُ هذا الاقتراع بانتخابات القرن".

ويتلخّص السباق في منافسةٍ ثنائيةٍ بين وزير المال ونائب ميركل، الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتز، وأرمين لاشيت من الحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ الذي تتزعّمه ميركل. ومن المقرر أن يلقيا خطاباتٍ اليوم الجمعة، في مدينتي كولن وميونيخ.

وتشير الاستطلاعات إلى أن شولتز متقدّمٌ بفارقٍ ضئيلٍ على لاشيت (۲۵% مقابل حوالى ۲۲%)، فيما تحل مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك في المرتبة الثالثة مع ۱۵% تقريباً.

وأكدت الأحزاب الـ۳ المتصدّرة للاستطلاعات أنها تهدف لتطبيق أجندة تُعنى بحماية البيئة حال انتخابها، فيما قدّم حزب "الخضر" حزمة إجراءاتٍ اعتُبرت الأكثر طموحاً.

ورغم إلحاح قضية المناخ بالنسبة إلى معظم الألمان، خصوصاً عقب الفيضانات المميتة التي ضربت غربي البلاد في تموز/يوليو، فإن ذلك لم يُترجَم إلى دعم قوي لبيربوك التي تفتقر إلى الخبرة نسبياً.

وقالت بيربوك، التي انضمت إلى إحدى مسيرات "فرايديز فور فيوتشر" في كولن لصحيفة "دي فيلت" إنها تأمل بأن تمنح المسيرات حزبها "دفعة" إلى الأمام قبيل الانتخابات. وأضافت "يجب أن تكون الحكومة المقبلة حكومة مدافعة عن المناخ"، وشدَّدت على أنَّ ذلك "لن يتم ذلك إلا بوجود حزب خضر قوي".

التصويت دفاعاً عن مستقبل الأرض
وتم التخطيط لتنظيم أكثر من ۴۰۰ "إضراب مناخي" في كل أنحاء ألمانيا، بمشاركة تونبرغ، التي كانت وراء نشوء حركة "فرايديز فور فيوتشر" قبل عامين.

وتجمّع الآلاف في المكان منذ صباح الجمعة، رافعين لافتاتٍ كتب عليها "المناخ الآن، والفروض الأخرى لاحقاً" و"إنه مستقبلنا" أو "صوّتوا". ولفتت حركة "فرايديز فور فيوتشر" إلى أن الناشطين سيكونون جزءاً من إضراب عالمي للمناخ، في أكثر من ۱۰۰۰ منطقة ومدينة حول العالم.

ويتمثل المطلب الأساسي بحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض بحد أقصى يبلغ ۱,۵ درجة مئوية، وذلك على النحو المنصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ، الذي أبرم في عام ۲۰۱۵.

ورغم دعم ميركل الصريح لتدابير حماية المناخ، فشلت ألمانيا خلال السنوات الأخيرة في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات بموجب الاتفاق.

وفي حكم تاريخي صدر في نيسان/أبريل، توصّلت المحكمة الدستورية الألمانية إلى أن خطط الحكومة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون "غير كافية" لتحقيق أهداف اتفاق باريس، وتلقي "بعبء غير عادل" على الأجيال القادمة.

حزب "الخضر" يمكن أن يكون شريكاً في ائتلاف الحكم
وفي أيلول/سبتمبر ۲۰۱۹، استقطبت تظاهرات "فرايديز فور فيوتشر" حشوداً ضخمةً في عدة مدن وبلدات حول العالم، وشارك فيها ۱,۴ مليون متظاهر في ألمانيا، وفقاً لما أعلنه المنظمون.

ويحقّ لقرابة ۶۰,۴ مليون ألماني الإدلاء بأصواتهم الأحد، ويقول معظم الناخبين إن حماية المناخ على رأس أولوياتهم.

وأشار ناشطون من حركة "فرايديز فور فيوتشر" إن البرنامج الرسمي لحزب الخضر، صاحب البرنامج الأكثر طموحاً من الناحية البيئية، ليس كافياً لالتزام هدف حصر ارتفاع درجة الحرارة بـ۱,۵ درجة مئوية.

ويسعى "الخضر" إلى وقف استخدام طاقة الفحم بحلول عام ۲۰۳۰ بدلاً من ۲۰۳۸ كما هو مقرر حالياً، إضافةً إلى وضع حدٍّ لإنتاج السيارات العاملة بمحرك الاحتراق في العام نفسه.

وفي حين يتوقع أن يخسر حزب "الخضر" في انتخابات الأحد، تشير استطلاعات الرأي إلى أن لديه فرصة جيدة للانضمام إلى الائتلاف الحاكم كشريكٍ صغيرٍ في عهد شولتز أو لاشيت.