ماكرون يحث الأوروبيين على التخلّي عن "السذاجة" في علاقاتهم بواشنطن

ماكرون يحث الأوروبيين على التخلّي عن

الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحثُّ الأوروبيين على "استخلاص العِبَرِ" و"التخلّي عن السّذاجة" في التعامل مع واشنطن، مقابل التحلّي بـ"الروح البراغماتية الأميركية ذاتها".

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثّلاثاء، من قصر الإليزيه، بحضور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، توقيع اتفاقية بين البلدين تشتري بموجبها أثينا ۳ فرقاطات من فرنسا، وذلك في إطار "شراكة استراتيجية" أكثر عمقاً بين البلدين، للدّفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط، وفق ما أعرب عنه الجانبان.

وفي مستهل حديثه، أكد رئيس الوزراء اليوناني إتمام الصفقة، مع إتاحة الخيار أمام بلاده لشراء فرقاطة رابعة، مضيفاً أن اليونان تُجري حالياً محادثات مع فرنسا لتعزيز تحالفهما الدفاعي، في الوقت الذي تسعى أثينا إلى زيادة قدراتها الحربية.

ويتمّ الإعلان عن هذه الصفقة في وقت تمرُّ العلاقات الفرنسية الأميركية بأزمة دبلوماسية حادة، إثر الإعلان في ۱۵ الشهر الجاري عن شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أدى إلى فسخ عقد ضخم تشتري بموجبه كانبيرا غواصات فرنسية.

"يجب أن نتخلى عن السذاجة"
ولم يُفَوِّت إيمانويل ماكرون الفرصة للتطرّق إلى العلاقات عبر الأطلسي، مشدّداً على أنّ الاتفاق الجديد مع حكومة أثينا هو "خطوة أولى جريئة نحو استراتيجية أوروبية مستقلة".

وحثّ ماكرون الأوروبيين على "التخلي عن السذاجة" و"استخلاص العِبَر" من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركّز على خصومتها مع الصين.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده برفقة ميتسوتاكيس: "حين نكون تحت تأثير ِضغوطٍ من قوى كبرى تشتد أحياناً، فإن إبداء ردّ فعل أو الإثبات بأنّ لدينا نحن أيضاً القوة والقدرة على الدّفاع عن أنفسنا، لا يعني الانقياد إلى التّصعيد، بل هو ببساطة فرْضُ احترامنا".

وتابع الرئيس الفرنسي قائلاً إنّ "الولايات المتحدة الأميركية صديق تاريخيّ كبير وحليف قَيِّم، لكن لا بدَّ لنا من الإقرار بأنّه منذ أكثر من ۱۰ سنوات، تركّز واشنطن جهودها بالدرجة الأولى على نفسها، إضافةً إلى مصالحها الاستراتيجية التي تُعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ".

واستدرك ماكرون مُبرِّراً أنّ "هذا من حقهم. إنّها سيادتهم الخاصة. لكنّنا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأً فادحاً إذا رفضنا استخلاص العِبَرِ لأنفسنا".

ودعا ماكرون الأوروبيين إلى التحلّي بالروح البراغماتية الأميركية ذاتها، قائلاً: "علينا كأوروبيّين تحمُّل قِسْطِنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة، وهذا ليس بديلاً من التّحالف مع الولايات المتحدة، وليس استعاضةً عنه، بل هو تحمُّلٌ لمسؤولية الركيزة الأوروبية في إطار الحلف الأطلسي".