كيف سترد إيران على مشاركة إسرائيل في التحالف الدولي

كيف سترد إيران على مشاركة إسرائيل في التحالف الدولي

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن بلاده ستشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة البحرية في الخليج.

ونقل موقع "تايمز أوف إزرايل" كلام الوزير الإسرائيلي في جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، وقال إنه أخبر وزراته بالعمل على إشراك إسرائيل في المهمة.

ووفقا للموقع فإن كاتس قد أشاد بإعلان بريطانيا يوم الإثنين أنها ستشترك في المهمة، التي تصب في مصلحة إسرائيل في مواجهة إيران، وتعزيز العلاقات مع دول الخليج.

رد الفعل
عن ردود الفعل المتوقعة على المشاركة الإسرائيلية يرى المحلل السياسي الإسرائيلي، بنحاس عنبري، في حوار مع "سبوتنيك" بأن الأولوية حاليا في الداخل الإسرائيلي لصالح الانتخابات، فيقول: نحن في موسم الانتخابات في إسرائيل وكل شيء حاليا يتعلق بها، وفي حال كان هناك أي تصريحات أو شيء فهي غير مهمة بالنسبة للداخل الإسرائيلي، لأن السياسة الداخلية الإسرائيلية تسيطر على العناوين.

ويتابع: حاليا تصريحات زينت وشكيب أهم بكثير من تصريح الوزير، ولكن إذا كان هذا الكلام صحيح فلم لا، لأننا نرى أن هناك تيارا تطبيعيا خصوصا في منطقة الخليج، وإسرائيل موجودة في الدوائر الأمنية في الخليج.

وعن ردود الفعل العربية فيعتقد أحمد السياف المحلل السياسي الإماراتي بأن الأمر لا يستحق رد فعل، ويوضح: هو أمر جدا طبيعي ولا أرى أي قصور، كون الإمارات والمملكة العربية السعودية لديها معا شراكات عديدة، وإسرائيل مشاركة أساسا معنا ومع الدول العربية في مجالات كثيرا جدا، على أصعدة رياضية وثقافية وغيرها، وهي شريك أساسي في وكالة الطاقة "إيرينا"، وفي المنتدى الاقتصادي وغيرها.

ويتابع: التحالف أقيم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر مفروض على إسرائيل بالمشاركة، ومفروض علينا القبول بذلك، لذلك لا أرى أي حرج.

أما المحلل السياسي الإيراني، أمير الموسوي، فيتحدث عن رد الفعل من جانب إيران، ويقول: التحالف بذاته شبح وليس حقيقي وليس له أي وجود، وهو عبارة عن حرب نفسية على إيران لقبول التفاوض مع الولايات المتحدة وهذا مرفوض.

ويكمل: أي تحالف يكون من دون التنسيق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو تحالف عدائي، وسيكون هدفا من وجهة النظر الإيرانية، إن كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانية أو أية دولة أخرى، وأعتقد أن الأمور لن تكون بالصورة التي يتمنونها.

ويستطرد الموسوي: إسرائيل ليس لها أي ثقل في هذا الموضوع، لأن الإسرائيليين مهتمين بالحفاظ على الكانتونات التي يخفون أنفسهم فيها في تل أبيب أو حيفا أو غيرها.

ويضيف: التحالف حتى الآن ليس له أي قبول دولي باستثناء بريطانية وإسرائيل، وحتى الدول العربية أبدت رغبتها في التحالف مع إيران لإيجاد منظومة أمنية في المنطقة، وغالب الدول قد شاركت في الاجتماعات، وأعتقد أن السعودية ستلتحق بها بعد عيد الأضحى وسيحسم الأمر.

شكل المشاركة
ولم يحدد الموقع الإسرائيلي نقلا عن كاتس إذا ما كانت إسرائيلي سترسل سفن بحرية للمشاركة في المهمة، وحول ذلك يقول المحلل الإسرائيلي بنحاس عنبري: أنا لست خبيرا عسكريا، ولا أدري كيف سيكون شكل المشاركة، لكن من الناحية السياسية هناك تطورات واضحة للعيان.

أما المحلل الإماراتي أحمد السياف فيرى أن المشاركة ستكون رمزية، ويبين: أتوقع بان تكون مشاركة إسرائيل عبارة عن فرق استطلاع جوية، ولن تشارك بقوات بحرية أو قوات عسكرية أرضية.

أما المحلل الإيراني أمير الموسوي فلا يرى بإمكانية مشاركة إسرائيل في التحالف بأي شكل، ويتابع: التحالف كله مبهم والإسرائيلين ليس لديهم هذه القدرة اللوجستية بأن يأتوا إلى منطقة الخليج، ومن الممكن أن يرفعوا علمهم فوق إحدى الفرقاطات لإثبات وجودهم، وسيكونون مشكورون لأنه سيكون هدف سهل بالنسبة لإيران، وهذا ما تنتظره إيران أن تراهم قريبين منها.

ويكمل: لذلك أعتقد أن كل ذلك زوبعة في فنجان، وفقط هم يريدون أن يقولوا أنهم موجودون في الساحة الدولية والإقليمية، وإلا هم أقل بكثير من أن يظهروا وجود لهم في هذه المنطقة الحساسة.

زيادة التوتر
وعما إذا كانت الخطوة الإسرائيلية ستزيد في التوتر القائم في منطقة الخليج، قلل الخبير الإسرائيلي بنحاس عنبري من أهمية المشاركة الإسرائيلية، ويوضح: المشاركة الإسرائيلية لن تزيد التوتر أبدا، وإذا شاركت إسرائيل أم لم تشارك فلن تتغير الحالة هناك، فالتوترات في الخليج ليست بسبب إسرائيل.

ويضيف: الإيرانيون دائما يهددون في كل شيء، وهذا أسلوبهم، وهم لا يهددون فقط إسرائيل، بل كل الأطراف.

أما الإماراتي أحمد السياف فيرى أن إيران تنتظر هذه الفرصة لجذب الأطراف إلى حرب معها، ويقول: هذه أمنية إيرانية بأن تسحب الأطراف إلى ميدانها في هذا الوقت، ومن المهم جدا أن يعلم الجميع بان أيران تحاول أن تثير أي مشكلة لتدخل في معركة حقيقية، لان المعركة هي التي تنجي إيران، سواء كانت مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل أو مع أي دولة أخرى، وهذا ما يكسر طوق الحصار الذي يخنقها.

ويضيف: علاوة على ذلك الأمور العقائدية في حال نشبت الحرب بين إيران وأمريكا أو إسرائيل، ستستخدم مسألة المسلم والكافر والجنة والنار، وهذه فرصة لن تمنحها إسرائيل أو أمريكا ولا حتى أي من دول الخليج لإيران، وسيتركونها هكذا تتحدث وتتكلم من دون فعل.

فيما يعتبر أمير الموسوي من إيران أن التحالف بحد ذاته هو خطر على المنطقة، ويتابع: التحالف كله إعلان حرب وإيران سترفضه 100%، وأي تواجد عسكري ستعتبره غير شرعي إذا كان من دون التنسيق معها، وإذا حضر الصهاينة سيزيد الطين بلة، وأعتقد أن الأمور ستتعقد أكثر، وستكون الممرات المائية في الخليج وباب المندب والبحر الأحمر في خطر وستكون غير آمنة.

ويختم قائلا: لا أعتقد أن الأمر سيقتصر على مضيق هرمز، بل ستتسع إلى أكثر من ذلك بكثير، لذلك أعتقد أن التحالف الدولي سيرفض الوجود الصهيوني إذا ما تشكل، لأنه سيكون ذريعة لأي توترات في المنطقة لاحقا.