باكستان وإيران تبحثان تخفيف التوتر في المنطقة ومحاربة الإرهاب

إيران تؤكد تعزيز التعاون الحدودي مع باكستان ومكافحة الإرهاب

أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تعزيز التعاون الحدودي وعلى صعيد مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، مع باكستان.

وأشار ظريف خلال لقائه رئيس المجلس الوطني الباكستاني، أسد قصير، في إسلام آباد أمس الجمعة، إلى العلاقات الوثيقة بين الشعبين والأرضية المساعدة للتعاون، لاسيما بين مينائي جابهار وجوادر.
ووصف ظريف العلاقات البرلمانية بين البلدين بأنها متميزة، كما أكد تعزيز التعاون الحدودي ومكافحة الإرهاب بشكل مشترك.

بدوره أكد رئيس المجلس الوطني الباكستاني، خلال اللقاء، على أواصر العلاقة بين الشعب الباكستاني والشعب الإيراني، معربا عن دعمه ودعم البرلمان الباكستاني للشعب الإيراني في ظل الظروف الراهنة.

وأشار إلى الزيارة المرتقبة لوفد من مجلس الشوى الإسلامي إلى إسلام أباد، منوها بضرورة تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين.

وكان ظريف قد التقى، في وقت سابق اليوم الجمعة، نظيره الباكستاني محمود قرشي ورئيس الوزراء عمران خان وقائد الجيش الجنرال باجوا.

وخيم التوتر الإيراني - الأميركي على أجندة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في إسلام آباد، وأجرى مشاورات مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ووزير الخارجية محمود شاه قرشي، حول التطورات الإقليمية والعلاقات الاقتصادية في ظل العقوبات على طهران، فيما ذكرت مصادر يابانية أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ينوي زيارة إيران قريباً ربما في منتصف يونيو (حزيران)، وستكون هذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني لإيران خلال أربعة عقود، بالتزامن مع تنامي القلق الدولي من تزايد التوتر بين طهران وواشنطن.
وقال قريشي خلال اللقاء، إن باكستان ستواصل جهود المصالحة لضمان السلام والاستقرار وتخفيف التوتر في المنطقة، مضيفاً أن «التوترات في المنطقة ليست في مصلحة أحد».
وتابع قريشي أن باكستان تريد حل جميع القضايا العالقة من خلال المشاركة الدبلوماسية. وذكر أن «جميع أصحاب المصلحة بحاجة إلى إظهار الصبر والتسامح» بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تعطي قيمة لجهود باكستان لإحلال السلام في المنطقة.
ويقوم وزير الخارجية الإيراني بزيارة لباكستان تستغرق يومين ويتوجه منها إلى بغداد، وتسبق زياراته اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية الأسبوع المقبل بدعوة من السعودية لمناقشة التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج.
كان ظريف، الذي وصل إلى باكستان، أمس (الخميس)، في زيارة تستغرق يومين، قد عقد اجتماعاً مع قريشي، وقاد أيضاً محادثات على مستوى الوفد مع الجانب الباكستاني.
وأفادت وسائل إعلام باكستانية بأن قضايا الحدودية بين البلدين كانت من بين ملفات المباحثات بين ظريف والمسؤولين الباكستانيين.
وفي اللقاء عبر الجانبان عن ارتياحهما لتنفيذ للقرارات التي تم اتخاذها خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء عمران خان إلى إيران، حيث اتفق الجانبان على مواصلة التعاون في المسائل الثنائية.
وبعد نهاية المباحثات، هاجم ظريف، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووصفه بـ«الإرهابي».
وأضاف ظريف في تصريح للمراسلين عقب لقائه المسؤولين الباكستانيين أن «إيران ستشهد نهاية ترمب، ولكنه لن يشهد أبداً نهاية إيران».
وتابع ظريف أنه أجرى مباحثات في إسلام آباد بشأن الإجراءات الأميركية ضد إيران و«الحرب الاقتصادية» والمساعي الأميركية لممارسة الضغط الاقتصادي على إيران. وقال إن إدارة ترمب تمارس «إرهاباً اقتصادياً، وسبل تصدي البلدين للأطماع التوسعية والغطرسة الأميركية».
وعن موقف المسؤولين الباكستانيين حول التطورات الإقليمية، قال ظريف: «باكستان بلد صديق وجار ولدينا ملاحظات على علاقاتها مع سائر دول المنطقة ولكننا مسرورون جداً، لأن الحكومة الباكستانية تتفهم بشكل كامل وجهات نظر إيران وتعتبر الضغوط الأميركية على طهران غير مقبولة».
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في العام الماضي، وهي تشدد العقوبات المفروضة عليها بهدف تكبيل اقتصادها عن طريق وقف مبيعاتها العالمية من النفط الخام.
في غضون ذلك أفادت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» اليابانية، أمس، بأن رئيس الوزراء شينزو آبي يبحث زيارة إيران قريباً، ربما في منتصف يونيو.
ويأتي الإعلان عن خطوة رئيس وزراء اليابان بزيارة إيران بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لليابان، واجتماعه مع آبي، ووزير الخارجية تارو كونو، وذلك بعد إعلان طوكيو استعدادها للوساطة بين طهران وواشنطن.
وقالت وكالات إنه من المرجح أن يبحث آبي زيارته المحتملة لإيران مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يبدأ زيارة لليابان اليوم، وقد يعتمد القرار النهائي على نتائج الاجتماع.
من جانبه، نفى يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هذا التقرير رداً على سؤال بشأن الاستعدادات الرسمية لمثل هذه الزيارة. وسُئِل عما إن كان الأمر سيتضح خلال المناقشات مع ترمب، فاكتفى بالقول إن المحادثات ستتناول موضوعات واسعة.
وامتنع عن التعقيب المباشر على ما يمكن لليابان فعله في ظل علاقاتها الطيبة مع البلدين. وقال: «تربط بلدنا منذ قديم الأزل علاقات ودية مع إيران»، مضيفاً أن اليابان تأمل أن تتمكن من المساهمة في السلام والاستقرار بالمنطقة.
وكانت اليابان مشترياً رئيسياً للنفط الإيراني على مدى عقود قبل فرض العقوبات. ولم يزر أي رئيس وزراء ياباني إيران منذ عام 1978.
وقالت إيران إن الزيارة غير مرجّحة في المستقبل القريب. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قوله إن الرئيس حسن روحاني دعا آبي لزيارة طهران «منذ فترة، وقد ردّ بأنه سيقوم بالزيارة في وقت مناسب». وتابع: «بعض التقارير المنشورة تجافي الواقع وتفتقر للمصداقية».