علماء يسعون لسبر أغوار الأعشاب البحرية المفيدة في تخزين الكربون

علماء يسعون لسبر أغوار الأعشاب البحرية المفيدة في تخزين الكربون

يبذل فريق من العلماء جهودا لمعرفة المزيد عما يعتقدون أنها أكبر غابة من أعشاب البحر في العالم بغرب المحيط الهندي، و تؤكد دراسات أن هذه الأعشاب تخزن من ثاني أكسيد الكربون المسبب لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض مثلي ما يمكن أن تخزنه الغابات على الأرض.

الأعشاب البحرية وبحسب ما أجري من أبحاث حتى الآن تغطي أكثر من ۳۰۰ ألف كيلومتر مربع موزعة على جميع القارات تقريبا، وتعادل مساحة إيطاليا.

لكن النشاط البشري يسهم في تدمير ما يعادل مساحة ملعب لكرة القدم من هذه الأعشاب كل ۳۰ دقيقة في مختلف أنحاء العالم.

وأمام هذه المعادلة يتحرك العلماء الآن وبسرعة لرصد وتسجيل ما تبقى من الأعشاب البحرية.. خاصة في ذلك الركن النائي بغرب المحيط الهندي الذي تعادل مساحته مساحة سويسرا، والذي يعتقد العلماء أنه أكبر غابة من أعشاب البحر في العالم.

ويقول الخبير بجامعة أكسفورد في مراقبة الأرض جويليم رولاندز إن"الجوانب المجهولة كثيرة.. إذا نظرت إلى بيانات خرائط أعشاب البحر ستجد ثغرات هائلة فيما يعرفه البشر."

و وفقا للعديد من الدراسات فإن الأعشاب البحرية تلعب دورا كبيرا في تنظيم البيئة بالمحيطات، وتخزن من ثاني أكسيد الكربون المسبب لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، مثلي ما يمكن أن تخزنه الغابات على الأرض.

وتعمل الأعشاب أيضا على تقليل حموضة المياه المحيطة بها، وتوفر حماية لقواقع تعيش فيها كائنات بحرية.

وتبين قائدة فريق العمل في هذه الدراسة أورورا ريكارت أن: "النباتات تسهم أيضا في تطهير المياه الملوثة وتدعيم مصايد الأسماك وحماية الشواطيء من التآكل، كما أنها تحتجز القطع البلاستيكية الدقيقة.. والألطف من ذلك أن هذه البيئات موجودة في كل مكان".

ويشير أحدث حصر لأعشاب البحر إلى أن غابات البحر تنكمش بنحو سبعة في المئة سنويا على مستوى العالم، وأن التلوث الناجم عن التعدين والضرر الذي تتسبب فيه المصايد ربما يكون قد ساعد في القضاء على ۹۲ في المئة من الأعشاب البحرية حول بريطانيا خلال أكثر من قرن.

ويمكن للدول التي تأمل أن تحقق نتائج إيجابية بخفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون أن تحسب أعشابها البحرية وما تخزنه من كربون في خطوة أولى لاعتماد مقدار ما تخفضه من انبعاثات من أجل تداوله في نهاية الأمر في السوق المفتوحة.