اتهمت حكومة "طالبان" في أفغانستان، مجددا باكستان بتمويل ودعم تنظيم داعش، قائلة إن لديها مستندات تثبت أن لدى "داعش" مراكز تدريب وإيواء في باكستان. يأتي ذلك في حين نفى وزير الدفاع الباكستاني خواجه أصف تلك الاتهامات مؤكدا أن أفغانستان مركز لمنظمات مسلحة تعبث بأمن المنطقة كلها.
وقال نائب الناطق باسم حكومة طالبان حمد الله فطرت، في بيان صوتي له، إنّ لدى حكومة طالبان "مستندات وشواهد تثبت أن لتنظيم داعش فرع خراسان مراكز إيواء وتدريب في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان". وأكد أنه علاوة على إقليم بلوشستان ثمة مراكز تجنيد وتدريب وإيواء لمسلحي تنظيم داعش في مناطق أخرى من باكستان (لم يسمها)، معربا عن أسفه أن داعش يعمل تحت إشراف ومظلة السلطات هناك، مشددا على أن لدى أفغانستان أدلة ووثائق تثبت ذلك.
وفى فطرت وجود أي منظمة مسلحة في أفغانستان قد تشكل خطرا على أمن أي دولة مجاورة أو على المنطقة، مشددا على أن حكومة طالبان قضت على كل التنظيمات بما فيها داعش، لكن الأخير يعمل في باكستان وبشكل مكثف وقوي. وفيما يخص الوضع الأمني المتدهور في باكستان، قال فطرت إن تلك القضية ترجع إلى باكستان وهي مسؤولة عنها، إذ إنه ملفها الداخلي ولا صلة له بأفغانستان. وكان نائب وزير الخارجية الأفغاني شير محمد عباس ستانكزاي قد اتهم قبل ثلاثة أيام الجيش الباكستاني بمساندة وتدريب مسلحي داعش وإرسالهم إلى أفغانستان، مؤكدا أن المعلومات الاستخباراتية لدى طالبان تؤكد أن الجيش الباكستاني يشرف على أعمال فرع خراسان في تنظيم داعش، وأنه يموله ويدرب عناصره.
كما أكد ستانكزاي، في حوار له مع قناة شمشاد المحلية، بأن هناك العديد من المعتقلين لدى استخبارات طالبان قد أكدوا واعترفوا بذلك، معربا عن أسفه حيال ذلك. كما صرح المسؤول أن باكستان مرة أخرى أعطت المطارات وقواعد للقوات الأميركية لمراقبة أفغانستان، وأن الطائرات بلا طيار الأميركية التي تحلق في سماء أفغانستان لها قواعد داخل باكستان. يضاف إلى ذلك أن الطائرات الباكستانية أيضا تخرق الأجواء الأفغانية بين الفينة والأخرى، حسب قوله.
وأكد أن باكستان "لم يشف غليلها بكل ما فعلت من الجرائم في حق الشعب الأفغاني خلال العقدين الماضيين ضمن وقوفها مع الولايات المتحدة الأميركية في الحرب على ما يوصف بالإرهاب، وهي الآن مرة أخرى بدأت تتآمر ضد أفغانستان، ولكنها مخطئة هي لا تعرف ولا تدرك نتائج ما تفعله، وإنها إذا أرادت أن ترضخ أفغانستان فهي واهمة".
وفي الرد عليه، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه أصف، في بيان، إن ما قاله نائب وزير الخارجية الأفغاني "غير صحيح، وأنه لا وجود لداعش في باكستان"، مؤكدا أن هناك العديد من الجماعات المسلحة المتمركزة في أفغانستان، بما فيها طالبان الباكستانية، التي تشكل خطرا على أمن المنطقة. وبالتزامن مع تبادل الاتهامات والتهديدات تخيم حالة التوتر على الحدود بين الطرفين، حيث وقعت مساء يوم السبت اشتباكات مسلحة بين الطرفين في ولاية كنر شرق أفغانستان، وذلك بعد ما أطلقت القوات الباكستانية الصواريخ على المناطق الأفغانية، حسب الرواية الأفغانية، بينما لم يعلق الجانب الباكستاني على الحادث حتى الآن.