الجيش الباكستاني يعزز انتشاره لتأمين الممر الاقصادي مع الصين

الجيش الباكستاني يعزز انتشاره لتأمين الممر الاقصادي مع الصين

قرر الجيش الباكستاني نشر فرقة جديدة لحماية أمن مشروع "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني" أو ما يعرف اختصارا بـ"سيباك"، وقال اللواء آصف غفور، إن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني CPEC هو مثال حي على الصداقة العميقة الجذور بين باكستان والصين، وهم مصممون تمامًا على ضمان أمن المشروع.

وفي حديثه عن التدابير الأمنية التي اتخذها الجيش لحماية مشروع الممر الاقتصادي الصني الباكستاني CPEC ، قال إن الجيش الباكستاني قد جمع قوة كاملة بحجم الفرقة لحماية المشروع وكانوا يخططون لنشر فرقة أخرى لهذا الغرض. وقال غفور إن بلاده واجهت حرباً صعبة للغاية ضد الإرهاب خلال العقدين الأخيرين، والآن أصبح الوضع الأمني ​​تحت السيطرة، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسلام أباد" في تقرير لها أمس.
وفي حديثه عن دور CPEC في البلاد ، قال إن الرخاء الاقتصادي الناجم عن مشروع الممر الاقتصادي مع الصين سوف يفشل في دوافع الإرهابيين ، كما هو الحال مع نجاح المشروع سيتم الكشف عن المزيد من فرص العمل والأعمال التجارية مع المزيد من الفرص الاقتصادية القادمة، ونمط حياة الناس سوف تتحسن وسوف تفشل العناصر المعادية تدريجيا.
وقال إن الوضع الأمني ​​في بلوشستان قد تحسن منذ إطلاق مشروع الممر الاقتصادي والآن هناك بنية تحتية أفضل، حيث أن العديد من المشاريع الصينية كانت قيد التنفيذ، ومع كل يوم قادم، سوف يتحسن الوضع الأمني ​​والتنمية والاستثمار. وأضاف "مدينة وميناء جوادر اليوم ليست كما كانت قبل عامين وستكون في المستقبل على قدم المساواة مع موانئ الدول المتقدمة".
وفي معرض حديثه عن فرص الاستثمار في باكستان، قال الجنرال غفور إن باكستان تبذل قصارى جهدها لتهيئة بيئة يمكن للمستثمرين من خلالها القيام بأعمالهم لأن الوضع الأمني ​​قد تحسن بشكل كبير. وأشار إلى أنه "على الرغم من وقوع بعض الحوادث الإرهابية المتفرقة، إلا أنه لا ينبغي تثبيط المستثمرين بها والحفاظ على ثقتهم في السلام".
وفي سياق ذي صلة، قال مسؤول باكستاني إن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني قدم فوائد لكل من الصين وباكستان، معربا عن تشكيكه في المعايير المزدوجة لبعض الدول المعينة بشأن الاستثمار وتفنيده لمزاعم "فخ الديون".
وأفاد أسد عمر رئيس اللجنة الدائمة للشؤون المالية بالجمعية الوطنية في باكستان إن التهم الباطلة التي رُشقت بها استثمارات الصين في الدول الأجنبية تهدف إلى خلق مشاعر سيئة بين الناس من خلال التشهير في دوافع الاستثمار الصيني.
ولفت إلى أنه "نفاق صارخ، يهدف ببساطة إلى التشهير بالصين"، مضيفا أن "الاستثمارات الصينية في الدول الأخرى أمر ذو اتجاهين. أنه مفيد للصين ومفيد للدول الأخرى".
ودافع وزير المالية السابق عن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع رئيسي في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، في مقابلة له مع وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.
وأشار عمر إلى أنه تم إنجاز المشاريع الأولى من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، لكن لا تزال هناك مشاريع قيد الإنشاء مثل البنية التحتية للموانئ ومحطات الطاقة وشبكات الطرق.
وأوضح أن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي يتمتع بمزيد من الإمكانيات المتاحة للاستفادة منها، سيساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية في باكستان في المستقبل. وقال عمر إن "الصين تساعد باكستان في بناء البنية التحتية الأساسية"، مضيفا أنه "للاستفادة الكاملة من البنية التحتية، هناك حاجة في الخطوة التالية للتصنيع والتعاون التجاري في القطاع الخاص".
وذكر عمر أنه عندما زار فريق من صندوق النقد الدولي باكستان، أطلعته الحكومة الباكستانية على التفاصيل المطلوبة للقرض الصيني ووجد فريق صندوق النقد الدولي أن القرض الصيني "بسيط للغاية وواضح".
وساق عمر أيضا إحصائيات وحقائق لدحض مزاعم "فخ الديون" التي رُوج لها حول الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومبادرة الحزام والطريق، قائلا إن 10 في المائة فقط من إجمالي الدين العام لباكستان هي من الصين، في حين أن ما تبقى كلها من دول ومنظمات أخرى، لكن لا أحد يثير الشكوك حول الـ90 في المائة المتبقية من القروض أو يسميه "فخ ديون".
وتساءل عمر "لماذا يكون الاستثمار من أي جزء آخر في العالم أمر جيد، ولكن من الصين، فإنه يتحول إلى شر؟".
وتمثل المصالح الصينية في باكستان في إطار مشروع "الممر الاقتصادي" بين البلدين هدفا بامتياز للمتمردين الانفصاليين الذين لا يترددون في تحدي كل من بكين وإسلام اباد بشكل مباشر وعلني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس.
وهاجم مسلحون ينتمون إلى "جيش تحرير بلوشستان" السبت الماضي موقعا عالي الرمزية هو فندق فخم في جوادر، المدينة الاستراتيجية التي تحتل موقعا محوريا في مشروع استثمارات صيني باكستاني في جنوب غرب البلاد. وأدى الهجوم الذي استمر طوال الليل إلى سقوط خمسة قتلى.
ويهدف "الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان" الذي يندرج ضمن خطة البنى التحتية الصينية المعروفة باسم "طرق الحرير الجديدة"، إلى ربط إقليم شينجيانغ في غرب الصين بمرفأ جوادر، لضمان منفذ آمن للبضائع الصينية إلى بحر العرب.
ومن المقرر في هذا السياق إقامة العديد من البنى التحتية من طرق عامة ومحطات كهرباء ومستشفيات وغيرها.
ويطرح هذا المشروع على باكستان التي تحلم بتحويل مرفأ جوادر المتواضع لصيد السمك إلى ما يشبه "دبي المستقبل"، تحديا هائلا ولا سيما على الصعيد الأمني، إذ يمر عبر ولايات تنشط فيها مجموعات مسلحة، وخصوصا في بلوشستان.
وإقليم بلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران، هو أفقر أقاليم باكستان الأربعة بالرغم من احتوائه على حقول من المحروقات والمعادن. كما أنه الأكثر اضطرابا إذ يشهد حركة تمرد انفصالية وأعمال عنف تقوم بها مجموعات إسلامية أوقعت مئات القتلى في السنوات الأخيرة.
وأعلن "جيش تحرير بلوشستان" في رسالة التبني أنه استهدف رجال أعمال صينيين وباكستانيين كانوا ينزلون في الفندق.
وطالبت المجموعة الصين بـ"وقف مشاريعها الاستغلالية في في بلوشستان والتوقف عن دعم إبادة الشعب البلوشي في باكستان، وإلا فسنرد بهجمات جد