تفاؤل باكستاني باكتشافات بترول تعزز طموح إسلام أباد نحو النادي النفطي

تفاؤل باكستاني باكتشافات بترول تعزز طموح إسلام أباد نحو النادي النفطي

يثير رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مجددا الآمال في أن تتمكن باكستان من الوصول إلى احتياطيات كبيرة من النفط والغاز في عمليات الحفر البحرية.

ووعد رئيس الوزراء الباكستاني خلال خطاب له مؤخرا الأمة بتلقي أنباء طيبة في غضون أسبوعين، وطلب رئيس الوزراء من الأمة إقامة صلوات خاصة حتى تتحقق التوقعات المرتبطة بمشروع الحفر.

وقال عمران خان، إن وجدت من خلال عمليات التنقيب البحري، فإن احتياطيات الغاز ستكون كافية لتلبية احتياجات باكستان على مدى السنوات الخمسين المقبلة، حسبما ذكرت صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية.

ويتوقع رئيس وزراء باكستان عمران خان إن هناك مؤشرات إيجابية عن عثور احتياطيات نفطية كبيرة في عمليات التنقيب قبالة سواحل كراتشي جنوب باكستان.

وبدأت باكستان بمساعدة إكسون موبيل الأمريكية ExxonMobil وإيني باكستان المحدودة Eni Pakistan Limited، عمليات التنقيب البحرية في يناير للعثور على رواسب ضخمة من النفط والغاز بتكلفة تقدر بأكثر من 100 مليون دولار، ومؤخراً قدّرت إيني باكستان 9 تريليونات قدم مكعبة من رواسب الغاز في البئر البحرية"، كما أن "إكسون موبيل" تتوقع اكتشاف رواسب نفطية هناك.

وعلقت شركة إكسون موبيل الأمريكية للتنقيب عن النفط والغاز، الأسبوع الماضي، مؤقتًا عمليات التنقيب البحرية في المياه العميقة بالقرب من ساحل كراتشي.

إن عمليات الحفر البحرية التي جرت على بعد 230 كيلومترا من سواحل كراتشي تبشر بوجود احتياطي كبير وستقلل من استيراد النفط اذا ما نجحت في إنتاجه، حيث تعد باكستان من كبار مستوردي الغاز والنفط.

وقبل أسبوعين، التقى وفد شركة "إكسون موبيل" الدولية مع وزير البترول الباكستاني عمر أيوب في مكتبه بإسلام آباد اليوم، وجرى خلال اللقاء بحث إمكانية الاستثمار والتجارة في مجالات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي المسال في باكستان، وأكد وزير البترول عمر أيوب بأن الحكومة الباكستانية ستوسع كافة التعاون الممكن لتعزيز الاستثمار الأجنبي في البلاد.

يذكر أن إكسون موبيل الأمريكية قد بدأت في التنقيب عن النفط والغاز على بعد 143 ميلاً من ساحل كراتشي في بحر العرب في يناير الماضي، وتُعد هذه العمليات هي الأولى من نوعها تقوم بها الشركة بالاستكشاف البحري على طول الساحل الباكستاني، وتشير التقديرات إلى أن المنطقة البحرية الباكستانية تمتلك ما يقدر بنحو تسعة تريليونات قدم مكعب من الغاز، وهو ما من شأنه أن يساعد في حل مشكلة الطاقة في باكستان بشكل كبير، حسبما أفادت وكالة الأنباء الباكستانية.

واعلنت حكومة باكستان إن عملاق الطاقة الأمريكي قد حفر ما يصل إلى 5000 متر بالقرب من الحدود الباكستانية الإيرانية، وإذا تم اكتشاف رواسب النفط كما هو متوقع، فستكون باكستان من بين أكبر عشر دول منتجة للنفط، قبل الكويت في المرتبة السادسة.

وفقًا للتقديرات الحالية، يوجد 81.89 بالمائة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم في الدول الأعضاء في منظمة أوبك ، حيث يوجد الجزء الأكبر من احتياطي أوبك من النفط في الشرق الأوسط ، والذي يمثل 65.36 بالمائة من إجمالي أوبك ، حسب أحدث بيانات أوبك، حسبما أفادت "عرب نيوز" السعودية.

تعهدت الحكومة بالفعل مع شركة إكسون موبيل بإقامة مجمع نفطي بقيمة 10 مليارات دولار، كما يقومون بإنشاء رصيف للغاز الطبيعي المسال في ميناء قاسم، الميناء البحري الثاني في كراتشي.

وستلبي الاكتشافات النفطية الباكستانية الحديثة طلب السوق المحلي المتزايد وخاصة مع ارتفاع فاتورة الانفاط على الطاقة والنفط في باكستان، ووفرت باكستان خلال 2018 بنسبة 15 في المائة فقط من احتياجاتها النفطية المحلية حيث يبلغ إنتاج النفط الخام حوالي 22 مليون طن ؛ يتم تلبية 85 في المئة أخرى من خلال الواردات. تنفق الدولة التي تواجه عجزًا كبيرًا في الحساب الجاري يصل إلى 18 مليار دولار مبلغًا كبيرًا من احتياطيات النقد الأجنبي على استيراد النفط.

ومؤخرا، تلبي باكستان حوالي 15-20% من احتياجاتها من الطاقة من خلال التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما بينما يتم تلبية الباقي من خلال واردات باهظة الثمن. وكلفت واردات النفط والغاز باكستان حوالي ربع إجمالي فاتورة الاستيراد لمدة عام. برزت البلاد كواحدة من أكبر مستوردي الغاز (الغاز الطبيعي المسال) في العامين الماضيين على مستوى العالم.

تعاون سعودي باكستاني في المجال النفطي

وهناك عدد من المشاريع النفطية بين باكستان ودول الخليج، وخاصة مع تطوير الصين لميناء جوادر الباكستاني ضمن مشروعات الممر الاقتصادي الباكستاني-الصيني، حيث تعتبر حكومة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ان إنشاء مصفاة للنفط ومجمع البتروكيماويات من قبل الحكومة السعودية في مدينة "جوادر" الباكستانية الساحلية سيساعد في خفض فاتورة استيراد النفط للبلاد، كما سيساعد على تعزيز الشراكة في المجال النفطي مع عملاق الطاقة الخليجي.

وخلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان في فبراير الماضي، تم توقيع مذكرة التفاهم مع المملكة العربية السعودية لإنشاء مصفاة للنفط ومجمع البتروكيماويات في مدينة "جوادر" الباكستانية الساحلية الواقعة في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد، حيث أعلنت الحكومة الباكستانية في ذلك الوقت أن إنشاء مصفاة للنفط سيساعد في خفض فاتورة استيراد النفط السنوية للبلاد بـ1.2 مليار دولار، وسيساهم بشكل كبير لتعزيز الاقتصاد الوطني، وأضاف أن السعودية ستستمثر نحو 10 مليارات دولار لإنشاء مصفاة للنفط، وأشار إلى المملكة ستوفر أيضاً لباكستان النفط بقيمة 3.2 مليار دولار سنوياً على الدفع المؤجل وذلك لمدة ثلاثة سنوات.

وتخطط الحكومة الباكستانية لإنشاء مستودع للغاز الطبيعي المسال في البلاد لسد حاجاتها المتزايدة من الطاقة، حيث عرضت المملكة العربية السعودية على باكستان المساعدة في بناء المستودع للغاز الطبيعي المسال، وبالإضافة لمصفاة ميناء جوادر، فإن السعودية أبدت أيضاً رغبتها في الاستثمار في مجالات التعدين والطاقة المتجددة في باكستان.

طرح امتيازات حقول الغاز

وتخطط باكستان لطرح العشرات من امتيازات حقول الغاز في الأعوام القادمة لسد النقص في الوقود، حيث تأمل إسلام أباد بأن يؤدي الانحسار الكبير لأعمال عنف المتشددين وتغييرات في سياسة الاستكشاف إلى جذب مستثمرين أجانب، بحسب وكالة "رويترز" التي أكدت أن ثمة جزء كبير من باكستان الغنية بالمعادن لم يُستكشف بعد، رغم اكتشافات الغاز التي ترجع إلى الخمسينات، وتُقدر احتياطيات الغاز التقليدي بنحو 20 تريليون قدم مكعبة أو 560 مليار متر مكعب، بينما تبلغ احتياطيات الغاز الصخري، التي لم تمس حتى الآن، ما يزيد على 100 تريليون قدم مكعبة.

وتجري إيني الإيطالية وإكسون موبيل الأمريكية أنشطة مشتركة للحفر في حقل بحري للغاز في بحر العرب قبالة ساحل باكستان، لكن الكثير من الشركات الغربية الأخرى لم ترجع بعدما غادرت البلاد منذ ما يزيد على عشر سنوات بسبب أعمال عنف المتشددين. وتأمل الحكومة بأن يؤدي تحسن الأوضاع الأمنية في الأعوام الماضية وشبكة خطوط الأنابيب الكبيرة في البلاد إلى جذب المستثمرين. وجرى تحديد أكثر من 30 منطقة امتياز برية للغاز، وتخطط الحكومة لطرح جزء كبير منها في عطاء أو اثنين بحلول نهاية 2019. وبحسب مسؤولين باكستانيين، يتوقع خلال "النصف الثاني من العام الحالي أن يتم طرح ما لا يقل عن عشر مناطق امتياز للاستكشاف، إن لم يكن 20 امتيازا".