بعد ۳۶ عاماً من ظهورها على الغلاف المشهور عالمياً لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، منح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الأفغانية "شربات غولا" صفة اللاجئ في إيطاليا لتنعم بملاذ آمن هناك.
وذكر بيان عن مكتب رئيس مجلس الوزراء أن الغلاف الشهير حوّل السيدة غولا إلى رمز "لتقلبات وصراعات المرحلة التاريخية التي كانت تمر بها أفغانستان وشعبها".
وأضاف أن الحكومة الإيطالية ستساعدها في الاندماج في الحياة بإيطاليا.
وكان المصور ستيف ماكوري قد التقط الصورة المؤلمة لنظرتها الثاقبة عندما كان عمرها ۱۲ عاماً فقط في مخيم للاجئين في باكستان.
وقال إنه "كان يعلم أنها تتمتع بمظهر رائع"، لكنه لم يتوقع أن تحقق شهرة عالمية عند طبعها ووضعها على غلاف المجلة الشهيرة في عام ۱۹۸۵.
وذكرت صحيفة ديلي ميل أن شربات غولا أصبحت وجه الحرب الأفغانية أو رمز التعبير عنها بعد نشر عينيها الخضراوين الثاقبتين في صورة أيقونية التقطت في مخيم للاجئين في باكستان عندما كانت في الـ۱۲ من عمرها.
وقالت ناشيونال جيوغرافيك في ذلك الوقت إن محللاً في مكتب التحقيقات الفيدرالي ونحاتاً في الطب الشرعي ومخترع التعرف على قزحية العين تحققوا من هويتها.
وبعد ۱۷ عاماً من البحث، تعقب المصور ستيف ماكوري غولا حتى عثر عليها في قرية أفغانية نائية في عام ۲۰۰۲ حيث كانت متزوجة من خباز وباتت أماً لثلاث بنات في ذلك الوقت.
وفي عام ۲۰۱۴، ظهرت في باكستان لكنها اختبأت عندما اتهمتها السلطات بشراء بطاقة هوية باكستانية مزورة في محاولة للعيش في البلاد.
وتم القبض عليها في عام ۲۰۱۶ وأمرت محكمة باكستانية بترحيلها إلى أفغانستان.
وحُكم عليها يومها، وهي أم لأربعة أطفال، تبلغ من العمر الآن ۴۰ عاما، بالسجن ۱۵ يوما وغرامة قدرها ۱۱۲۲ دولاراً.
وتم تسليم غولا وأطفالها إلى السلطات الأفغانية عند معبر تورخام الحدودي، على بعد نحو ۳۷ ميلاً شمال غرب بيشاور، باكستان.
وبدت يومها غير سعيدة بشكل واضح، وقبل العبور، استدارت ذات مرة للنظر إلى باكستان، موطنها منذ سنوات عديدة، وتمتمت، وهي تكاد تبكي، بالتمنيات الطيبة للشعب الباكستاني، وفقاً لما ذكره ۲ من مسؤولي الجمارك في مكان الحادث.
ومن هناك تم نقلها جواً إلى كابول حيث أقام الرئيس السابق أشرف غني وزوجته رولا حفل استقبال كبيراً في القصر الرئاسي وسلماها مفاتيح شقة جديدة.
وقال غني عن غولا في ذلك الوقت: «عندما كانت طفلة، استحوذت على قلوب الملايين لأنها كانت رمز الصراع و النزوح.
وأضاف «الجمال الهائل والطاقة الهائلة التي أظهرتها من وجهها استحوذت على القلوب وأصبحت واحدة من أشهر الصور في الثمانينيات وحتى التسعينيات».
من جانبهاً، قالت غولا، التي تعاني التهاب الكبد الوبائي، لوسائل الإعلام إن زوجها توفي قبل عدة سنوات.