قرية فرنسية تحتفل سنويا بذكرى الثورة الإيرانية... ما قصتها؟

قرية فرنسية تحتفل سنويا بذكرى الثورة الإيرانية... ما قصتها؟

تحرص قرية "نوفل لوشاتو" الواقعة في الضواحي الباريسية على إحياء الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإيرانية.

ويقيم في هذه القرية التي تقع على بعد 35 كم جنوب غربي العاصمة باريس، عدد من أنصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت ملجأ لآية الله الخميني بعد نفيه 14 عاما في العراق وتركيا وفرنسا. 

عمال في موقع المنزل الذي أقام فيه الخميني في قرية نوفل لوشاتو يجهزون للاحتفال بذكرى الثورة- التقطت في 2019
© AP PHOTO / FRANCOIS MORI
عمال في موقع المنزل الذي أقام فيه الأمام الخميني في قرية نوفل لوشاتو يجهزون للاحتفال بذكرى الثورة- التقطت في 2019

وتقيم جميعات مناصرة للثورة الإيرانية احتفالات سنوية في هذه القرية بدعم من السفارة الإيرانية بباريس.

وبحسب موقع "الإمام الخميني" تعتبر قرية نوفل لوشاتو في تاريخ ايران "رمزاً لثورة عظيمة"، كونها كانت آخر مقر للخميني قبل عودته المنتصرة إلى إيران في الأول من فبراير/ شباط عام 1979 ليقود الثورة على نظام الشاه.


​ويشير الموقع إلى أن الخميني مع ضغوط نظام الشاه المتزايدة عليه اضطر إلى المغادرة متوجها إلى الكويت، إلاّ أن الحكومة الكويتية واستجابة لرغبة الحكومة الإيرانية حالت دون دخوله أراضيها مما اضطره في النهاية التوجه إلى باريس.

ويضيف الموقع عندما وصل قائد الثورة الإيرانية الى باريس، أقام في منزل أحد الإيرانيين في محلة كشان، غير أن موقعية المنزل والحشود الكبيرة التي كانت تأتي للقاء الخميني وأمور أخرى، أدّت إلى أن يطالب الخميني بتغيير مكان إقامته.


وتابع "لم يمض سوى يومين حتى رحبّ أحد الإيرانيين المقيمين في نوفل لوشاتو بحرارة بإقامة الخميني في منزله، ليتولى قيادة الثورة الإيرانية من هناك".

وبالفعل انتقل الخميني إلى القرية وأقام فيها 116 يوما، ومنها قاد ثورته على نظام الشاه، وعاد إلى إيران بعد 15 عاما من النفي القسري قضاها ما بين تركيا والعراق وفرنسا، ونجحت الثورة الإيرانية في إزاحة الشاه، وتحتفل إيران اليوم بالذكرى الـ41 لانتصار ثورتهم.

 

في 1 فبراير 1979 آية الله روح الله الخميني يجلس داخل الطائرة المستأجرة في باريس قبل العودة إلى إيران بعد 14 عاما من المنفى
© AFP 2019 / THIERRY CAMPION
في 1 فبراير 1979 آية الله روح الله الخميني يجلس داخل الطائرة المستأجرة في باريس قبل العودة إلى إيران بعد 14 عاما من المنفى

وينقل موقع"فرنس 24" عن أحد الأشخاص الذين كانوا يقيمون بجوار منزل الخميني في قرية نوفل لوشاتو، وهي سيدة تدعى كورين (69 عاما) ولا تزال تحفظ بذكريات من تلك المرحلة. وتقول "لم يتسببوا بأي ازعاج لأحد. كنا نعتقد أن الأمر لا يتعدى وجود زعيم روحي في المكان. لم نكن نعي أبدا أنه الشخص الذي سينجح في الإطاحة بالشاه".

ويقول مراسل لفرانس برس الذي كان موجودا في نوفل لوشاتو في كانون الثاني/ يناير 1979، واصفا الحماسة التي كانت تسود حديقة المنزل الذي كان يقيم فيه الخميني، كان "عشرات الإيرانيين الآتين من مختلف الدول الأوروبية يجتمعون مع الخميني مرتين في اليوم".

 ​ويضيف كان أنصار الخميني يتجمعون في منزل مجاور لتسجيل آلاف النسخ من أشرطة تحمل كلام الخميني، على أن تسجل لاحقا عبر اتصالات هاتفية بين فرنسا وايران لتوزيعها هناك.

وفي تقرير لموقع فرنس برس، العام الماضي تحدث حميد مردخاني المستشار الأول في السفارة الإيرانية في باريس، عن رمزية المنزل والقرية فيقول: "صورة الإمام جالسا تحت شجرة تفاح لا تزال حية بالنسبة إلينا".

العلم الإيراني معلق على شجرة التفاح التي كان يصلي تحتها روح الله الخميني عندما كان مقيما في قرية نوفل لوشاتو  الفرنسية
© AP PHOTO / FRANCOIS MORI
العلم الإيراني معلق على شجرة التفاح التي كان يصلي تحتها روح الله الخميني عندما كان مقيما في قرية "نوفل لوشاتو" الفرنسية

وتعرف الثورة الإيرانية بأنها الثورة التي حركتها أشرطة الكاسيت، نسبة إلى الأشرطة التي كانت توزع في إيران سرا وعليها خطب الخميني والتي كانت تدعو لإسقاط حكم الشاه والثورة على نظامه.

المفارقة أن المنزل الذي كان يقيم فيه الخميني وأنصاره في "نوفل لو شاتو" لم يبق الكثير منه الآن بعد 41 عاما، على انتصار الثورة، فالمنزل دمره انفجار في إحدى ليالي شباط/ فبراير 1980.