عقبات أمام عودة بايدن للإتفاق النووي

عقبات أمام عودة بايدن للإتفاق النووي

منذ المواقف الاولى لاعضاء الادارة الامريكية الجديدة، وعلى راسهم الرئيس الامريكي جو بايدن، من قضية العودة الى الاتفاق النووي، بدأت وسائل اعلام امريكية تتحدث عن تراجع واضح لبايدن عن مواقفه قبل الانتخابات، وهو تراجع ربطته وسائل الاعلام الامريكية، بضعف شخصية بايدن، الذي يحاول ان يرضي الكونغرس، وخاصة الجمهوريين الذين يشكك العديد منهم بفوزه، وكذلك الصقور من حزبه، الذين لا يختلفون كثيرا عن الجمهوريين، في مواقفهم ازاء ايران والاتفاق النووي، هذا بالاضافة الى وجود اللوبي الصهيوني، الذي كان ومازال يرفض عودة امريكا الى الاتفاق النووي.

في محاولة للتغطية على تراجعه عن مواقفه السابقة من العودة الى الاتفاق النووي، عندما كان يصف انسحاب سلفه ترامب من الاتفاق النووي، بانه قرار خاطىء، و كذلك وصفه العقوبات التي فرضها على ايران بانها اضرت بالعلاقة بين امريكا وحلفائها الاوروبيين، بدأ بايدن وبشكل ساذج ، بعد دخوله البيت الابيض، بتحميل ايران مسؤولية ما وصل اليه الاتفاق النووي.

انقلب بايدن عن كل مواقفه السابقة، عندما اخذ يطالب ايران بالعودة عن تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، والتفاوض على اتفاق جديد يشمل البرنامج النووي الايراني ودور ايران الاقليمي، قبل اي رفع العقوبات الامريكية عن ايران.

موقع "أكسيوس" الامريكي الاخباري، نقل بالامس جانبا من المحاولات البائسة لادارة بايدن، من اجل التغطية على تراجعها وتهربها من مواقفها السابقة، والقاء الكرة في الملعب الايراني، وذلك عندما نقل عن مصادر أمريكية وصفها ب"المطلعة"!!، تحدثت عن "عقبات رئيسية ثلاث" تمنع إدارة الرئيس جو بايدن لإعادة التواصل مع إيران حول برنامجها النووي، وهذه العقبات كلها ايرانية صرفة!!.

وهذا العقبات هي: "الافتقار إلى قنوات اتصال مباشرة وانقسامات داخل القيادة في طهران والانتخابات الرئاسية الإيرانية الوشيكة". ووفقا للمصادر ذاتها، ذكر موقف "اكسيوس" ان امريكا "اقترحت ان تبدأ بإلغاء تجميد الولايات المتحدة للأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية مقابل وقفها بعض خروق الاتفاق النووي وإيران رفضت".

من المؤكد، ان ما نقله موقع "اكسيوس"، ليس صحيحا بالمرة، فعدم وجود قنوات اتصال مباشرة بين ايران وامريكا ليس بالامر الجديد، فايران لا تتصل بامريكا بشكل مباشر، بل عبر مجموعة ۵+۱ ، وهو اتصال تمخض عنه الاتفاق النووي. اما الحديث عن انقسامات داخل القيادة الايرانية، فهو كلام اسخف من الاول، فالقيادة الايرانية كانت ومازالت تتحدث بصوت واحد، وهو لا عودة عن تقليص التزامات ايران بالاتفاق النووي الا في مقابل رفع الحظر الامريكي بالكامل، اما الانتخابات الرئاسية الايرانية، فلا علاقة لها بالاتفاق النووي، فايران تنظر الى الاتفاق النووي، بانه شأن وطني، لا يتغير بتغير الحكومات الايرانية.

من الواضح ان ما نقلته "المصادر المطلعة" الى موقع "اكسيوس"، ليست الا محاولة لذر الرماد في العيون، للتغطية على تخبط وانقسام ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، التي تضم شخصيات معتدلة ومحافظة ومتطرفة وصهاينة، والتي مازالت تتحرك في المجال المغناطيسي لسياسة ترامب العقيمة ازاء ايران.

آخر ردود ايران على المواقف الامريكية المتناقضة من قضية العودة الى الاتفاق النووي، جاءت على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، الذي اكد في تغريدة على تويتر، ان بايدن لا يزال يسير على خطى سلفه ترامب، عندما يتمسك بالحظر غير القانوني المفروض على ايران" داعيا اياه الى تغيير سياسته ازاء ايران، وعليه ن يتخذ قرار صعبا في هذا الشأن. ومن المفارقات المضحكة التي اشار اليها ظريف في تغريدته، هي "دعوة الخارجية الأمريكية إيران للالتزام بالإتفاق الذي تخلت عنه إدارة ترامب"!.