احتجاجات طلابية حاشدة مجددا ضد ترشح بوتفليقة... وانتشار أمني كثيف

احتجاجات طلابية حاشدة مجددا ضد ترشح بوتفليقة... وانتشار أمني كثيف

خرجت تظاهرات طلابية حاشدة في الجزائر العاصمة، احتجاجا على ترشح الرئيس الحالي للبلاد، عبد العزيز بوتفليقة، للمرة الخامسة على التوالي.

ولاحظ سكان العاصمة تعزيز الوجود الأمني بقلب العاصمة، حيث عرف شارع الشهداء بالقرب من التلفزيون وجود عدة شاحنات لقوات مكافحة الشغب، والشيء نفسه بالقرب من قصر الحكومة وشارع ديدوش مراد وساحة موريس أودان، وفقا لما نشرته يومية "الخبر".

واحتشد الآلاف من الطلبة بساحة البريد المركزي، بعد أن تم أمس، تداول نداء للطلبة للتنقل إلى البريد المركزي مباشرة وعدم الالتحاق بالجامعات.

وتظهر فيديوهات وصور قيام طلبة جامعة بن يوسف بن خدة، الجامعة المركزية سابقا، بالسير عبر شارع باستور للوصول إلى نقطة الالتقاء (البريد المركزي).

وفي منطقة المسيلة انضم الأساتذة للحراك الطلابي، فكانوا في مقدمة الوقفة الاحتجاجية التي تنظمها الأغلبية الساحقة لطلبة المسيلة.

وقاطع طلاب جزائريون فصولهم الدراسية، أمس الاثنين، عازمين على المضي قدما في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ سنوات، ونددوا بعرض من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم إكمال ولايته الجديدة إذا فاز في الانتخابات.

وظهر في لقطات مصورة منشورة على الإنترنت المئات يشاركون في مظاهرات صغيرة بعدة مدن أخرى غير العاصمة، مواصلين المسيرات والتجمعات الحاشدة المستمرة منذ نحو أسبوعين احتجاجا على اعتزام الرئيس البالغ من العمر 82 عاما الترشح لولاية خامسة.


ودعا عدد من زعماء المعارضة والنشطاء السياسيين إلى تأجيل الانتخابات.

ويقول معارضو بوتفليقة إنه لم يعد مؤهلا لرئاسة البلاد بسبب اعتلال صحته وما قالوا إنه انتشار للفساد وعدم وجود إصلاحات اقتصادية.

ونادرا ما يظهر الرئيس في العلن منذ إصابته بجلطة عام 2013. وظهر بوتفليقة على كرسي متحرك في العاصمة الجزائرية في أبريل نيسان من العام الماضي، لكن تشير التقارير إلى أنه موجود حاليا في مستشفى بسويسرا.

وفتحت المتاجر أبوابها في العاصمة الجزائر لكن الطلاب قاطعوا الدراسة بجامعة باب الزوار في المدينة، وهي أكبر جامعات البلد المنتج للنفط.

وتخلف الطلاب عن الدراسة بالعديد من الجامعات الأخرى في العاصمة.


وقال مدير حملة بوتفليقة، أمس الأحد، إن الرئيس سيخوض الانتخابات المقررة في 18 أبريل/نيسان، متحديا دعوات له للتنحي في نهاية ولايته الحالية.

وجاء في الإعلان، الذي تلاه عبد الغني زعلان نيابة عن بوتفليقة، أن الرئيس تعهد بتنظيم مؤتمر وطني لبحث الإصلاحات ثم الدعوة إلى انتخابات مبكرة لن يترشح فيها، وقال تلفزيون النهار إن هذا سيكون خلال عام.

وخرج مئات الطلبة في مسيرة في البليدة الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي العاصمة، مرددين هتافات ترفض ترشح بوتفليقة لولاية جديدة.

وسعت قوات الأمن لاحتواء الاحتجاجات لكن لم تكن هناك علامة على وجود الجيش.

وتظاهر عشرات الآلاف في أنحاء الجزائر يوم الأحد، في أكبر احتجاجات منذ الربيع العربي في 2011، مطالبين بوتفليقة بعدم تقديم أوراق ترشحه في الانتخابات المقررة في 18 ابريل نيسان. وقدم زعلان أوراق ترشح بوتفليقة مساء أمس.

والاحتجاجات السلمية بوجه عام هي أكبر تحد لبوتفليقة، لكن محللين يقولون إن الحركة الاحتجاجية تفتقر إلى القيادة وإن المعارضة متشرذمة وغير منظمة.

وتفادت الجزائر انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من الزعماء في بلدان مجاورة بعدما تمكن المسؤولون من تهدئة المعارضة عبر زيادة الإنفاق.

وبعد حرب أهلية استمرت لنحو عشر سنوات في التسعينات وأسفرت عن مقتل ما يقدر بمئتي ألف شخص، تسامح الجزائريون بوجه عام مع نظام سياسي لا يترك مساحة تذكر للمعارضة كثمن يدفعونه مقابل الأمن والاستقرار النسبيين.

لكن الاستياء تزايد مع تدهور الاقتصاد على مدى السنوات القليلة الماضية بفعل انخفاض أسعار النفط عالميا مما تسبب في تراجع مستويات المعيشة ومعدل بطالة تجاوز 25 في المئة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما.