إخراج المدنيين والمسلحين من داريا

أفادت وكالة سانا الرسمية السورية، الجمعة 26 أغسطس/آب، ببدء عملية إخراج الأهالي من بلدة داريا بريف دمشق، بعد التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص مع المجموعات المسلحة داخل المدينة.

وأوضحت الوكالة أن العملية تتم في إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخلاء المدينة من السلاح والمسلحين تمهيدا لعودة جميع مؤسسات الدولة والأهالي إليها.

وذكر قائد ميداني في تصريح للصحفيين من داخل داريا أن المدينة "ستكون غدا خالية من المسلحين"، مشيرا إلى أنه "سيتم اليوم إخراج 300 مسلح مع عائلاتهم باتجاه مدينة ادلب، على أن يتم إخراج باقي المسلحين غدا".

ولفت القائد الميداني إلى أن جميع المسلحين سيتركون أسلحتهم المتوسطة والثقيلة في داريا وسيتم استلامها غدا، مبينا أن هناك عددا من المسلحين طلبوا تسوية أوضاعهم، وأن الحكومة السورية وافقت على تسوية أوضاع كل من يطلب ذلك وفق القوانين والأنظمة النافذة.

وكانت المفاوضات بين السلطات السورية والمسلحين في داريا قد انتهت بتسوية تقتضي تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري.

ويقتضي الاتفاق بخروج 4000 شخص مع عائلاتهم ونقلهم إلى مراكز إيواء، كما ينص على ترحيل 700 مسلح إلى محافظة إدلب شمال غرب البلاد.

ويتضمن الاتفاق أيضا قيام الحكومة السورية برعاية المدنيين العالقين في داريا، مع السماح للمسلحين باصطحاب عائلاتهم معهم.

وكانت سانا قد نقلت في وقت سابق عن رئيس بلدية داريا مروان عبيد قوله إن "اتفاق تسوية وقع الخميس في مدينة داريا يقضي بخروج العائلات والأسر من المدينة ونقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة المنتشرة في عدة مناطق في دمشق وريفها".

وأكد مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" أن "الخطوة المقبلة ستكون بدخول الجيش إلى المدينة".

من جهته، أكد مصدر في الفصائل المقاتلة في داريا التوصل إلى الاتفاق المذكور، مشيرا إلى أن المدنيين سيتوجهون إلى مناطق تخضع لسيطرة السلطات السورية في محيط دمشق، فيما سيذهب المقاتلون إلى محافظة إدلب.

وقال المصدر إن بعض المسلحين يفضلون تسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية.

يشار إلى أن نحو ثمانية آلاف شخص كانوا يعيشون في مدينة داريا الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة. وهي أيضا مجاورة لمطار المزة العسكري.

الأمم المتحدة والصليب الأحمر سيقيمان الوضع في داريا

قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، للصحفيين إن فريقا صغيرا، من موظفي المنظمة الدولية والصليب الأحمر، توجه إلى داريا للقاء جميع الأطراف ومعرفة احتياجات أهالي المدينة.

وأوضح أنه على الرغم من عدم مشاركة الأمم المتحدة في عملية الإجلاء، إلا أنها تنوي انتهاز هذه الفرصة "كي نصل إلى داخل (المدينة) ونرى ما يمكننا فعله وما هو الوضع في المدينة". وأضاف دوجاريك أنه "على الرغم من عدم مشاركتنا (في العملية)، إلا أن من المهم التأكد من احترام القوانين الدولية".