واشنطن لموسكو: رغم التقاء نظراتنا في منبج لا نثق بكم!

واشنطن لموسكو: رغم التقاء نظراتنا في منبج لا نثق بكم!

بعد مرور شهرين على تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد السلطة في واشنطن، أصبح الخطاب الأمريكي تجاه روسيا أكثر ازدواجية بالمقارنة مع خطاب الإدارة السابقة.

وفي الوقت الذي بدأت فيه اتصالات عملية بين الجانبين إذ التقى رؤساء هيئات الأركان لروسيا وتركيا والولايات المتحدة في أنطاليا التركية الأسبوع الماضي، أصبح الخطاب الدبلوماسي الأمريكي تجاه روسيا أكثر تشددا، في تحول غير متوقع لموقف دونالد ترامب وفريقه من مستقبل العلاقات مع روسيا.

وبدأت الشبهات حول جدية ترامب في تطبيع العلاقات مع موسكو بالظهور منذ فضيحة إقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين، بذريعة أنه بحث موضوع العقوبات ضد روسيا مع السفير الروسي لدى واشنطن، ومن ثم أخفى تفاصيل المكالمة عن الرئيس الأمريكي. كما تشير تصريحات الإدارة الأمريكية إلى تراجع ترامب عن استعداده لدراسة الاعتراف بتبعية القرم لروسيا، بالتزامن مع استمرار الحملة الأمريكية ضد "الهاكرز الروس" وحملة أخرى للتحقيق في أمر مجموعة مسؤولين أمريكيين عقدوا لقاءات مع السفير الروسي المذكور أعلاه سيرغي كيسلياك.

وفي إشارة إلى استمرار الفتور في العلاقات الثنائية، كسر الكرملين الآمال في عقد لقاء قريب بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، قائلا إن أول لقاء بينهما سيعقد، على الأرجح، على هامش قمة العشرين في ألمانيا في يوليو/تموز المقبل.

وضمن سلسلة الهجمات الدبلوماسية الأمريكية على روسيا، جاءت تصريحات مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هيلي الأربعاء 15 مارس/آذار، التي دعت إلى عدم الثقة بروسيا.

وقالت هيلي في تصريحات لقناة "إم بي سي": "يجب أن تأخذوا ذلك على محمل الجد. لا يمكننا أن نثق بروسيا. لا يجوز أن نثق بروسيا أبدا".

 
وفي اليوم نفسه، صدرت تصريحات بنبرة مختلفة تماما من وزارة الدفاع الأمريكية، إذ قال العقيد جون دوريان، المتحدث باسم الجيش الأمريكي، إن القوات الأمريكية والروسية المنتشرة في ريف منبج بشمال سوريا، تعمل على مقربة من بعضهما البعض، إذ بإمكان الجنود الأمريكيين أن يعاينوا زملاءهم الروس.

ونفى دوريان وجود أي تنسيق قتالي بين القوات الروسية والأمريكية، لكنه أكد وجود قنوات اتصال لتجنب حوادث غير مرغوب فيها، وأكد أن قوات الطرفين ترفع العلمين الروسي والأمريكي في العديد من الأحيان وتعمل بشكل مرئي بقدر أكبر من أجل تجنب الصدامات.

 
وكشف دوريان أن البنتاغون ووزارة الدفاع الروسية يستخدمان قناة الاتصال بينهما الخاصة بالحيلولة دون وقوع حوادث غير مرغوب فيها في الفضاء الجوي السوري بكثافة أكبر في الآونة الأخيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن ظهور القوات الروسية الخاصة في شمال سوريا جاء بعد أن انتشرت وحدات من الجيش السوري في ريف منبج في المناطق التي تفصل بين مواقع قوات سوريا الديمقراطية وقوات "درع الفرات" المدعومة من قبل تركيا. وبالتزامن مع ذلك، يعمل الجيش الأمريكي على توسيع وجوده العسكري في شمال سوريا، بما في ذلك نشر 400 عسكري إضافي وكتيبة مدفعية للمارينز، استعدادا لبدء عملية واسعة لتحرير الرقة من تنظيم "داعش". ويتطلب نجاح مثل هذه العملية وجود ثقة متينة بين كافة الأطراف الموجودة على الساحة في شمال سوريا.